تحتضن بغداد حاليا اول متحف دائم للطوابع البريدية نظمته دائرة البريد والتوفير في (القشلة) ضم مجاميع فريدة من الطوابع والرسائل القديمة والجديدة.
ويجري العمل حاليا على استكمال النماذج الخاصة بالطوابع البريدية الجديدة التي ستشمل اربعة اصدارات تجسد (يوم السيادة) و (الالعاب الاولمبية لعام 2004) و (حضارة العراق) و (لوحات فنية) فيما صدرت عقب سقوط النظام السابق اصدارات جديدة تمثل وسائط النقل القديمة مثل (القفة) و (الربل) و (العربة التي تجرها الخيول) و (المشحوف والجمال)… الخ.. من فئة 50 دينارا الى فئة 5 الآف دينار وهذه الفئات الكبيرة تستعمل في ارسال الطرود البريدية.
اما اجور الطوابع التي يطلق عليها (التعرفة) البريدية المتعارف عليها على مستوى العالم حسب اتفاقية البريد العالمية فان العراق يعد من ارخص بلدان العالم نسبة الى اسعار الرسائل والطرود المرسلة الى الدول العربية التي يصل سعرها الى 200 دينار للرسالة زنة 10 غرامات عادية اما بالنسبة للدول الاوربية فتصل الى 250 دينارا والى الولايات المتحدة 400 دينار في الوقت الذي تبلغ فيه اسعار الطوابع المرسلة من الدول العربية والاوربية واميركا الى العراق اضعاف هذه الاسعار.
ويرجع تاريخ البريد في العراق الى عصور موغلة في القدم كما تشير الى ذلك اللقى والآثار التي خلفها الآشوريون والبابليون والتي تدل على انهم كانوا يستعملون الآجر المفخور في مراسلاتهم كما كانوا يستخدمون الدواب في نقلها من مدينة الى اخرى.
اما تاريخ الطوابع في العراق فيبدأ كما تؤكد العديد من المصادر مع بداية الاحتلال البريطاني لبغداد خلال الحرب العالمية الاولى حيث كانت الطوابع التي تستعمل في العراق خلال حقبة الحكم العثماني الذي دام زهاء 4 قرون هي طوابع تركية كما هو الحال في جميع انحاء الوطن العربي الذي كان يرزح تحت سيطرة الدولة العثمانية.. وقد كان في كل مركز ولاية دائرة للبريد تتولى بيع هذه الطوابع للاهالي ويتم ابطالها بالختم البريدي العائد الى تلك الولاية فلهذا يرى ان هذه الطوابع لايمكن اعتبارها نواة للطوابع العراقية لانها لم تكن خاصة بالعراق بل كانت لكافة الولايات الخاضعة للسلطة العثمانية.. ولكن بعد قيام الحرب العالمية الاولى ودخول القوات البريطانية ولاية البصرة عام 1914 تم احتلالها لبغداد عام 1917 عمدت سلطة الاحتلال الى الاستيلاء على كل ما تبقى في دوائر البريد المحلية الا ان الجيش التركي كان قد عمد اثناء انسحابه من العراق الى نقل كل ما يستطيع حمله من سجلات ومستندات واوراق وحتى الطوابع البريدية وما لم يتمكن من حمله قام بحرقه واتلافه ومن جملة ما تم حرقه الطوابع البريدية التي لم يبق منها عندما وضع البريطانيون ايديهم عليها غير النزر اليسير وكانت تالفة وغير صالحة للاستعمال فامر السير بير كوكس الحاكم السياسي في بغداد بتوشيح هذه الطوابع بعبارة (بغداد تحت الاحتلال البريطاني) فسميت هذه المجموعة باسم (مجموعة بغداد) وهي ما يمكن اعتباره النواة الاولى للطوابع البريدية العراقية لانها حملت لاول مرة اسم العراق على الطوابع وكانت هذه المجموعة تتألف من 25 طابعا وفي اصدار اخر 28 طابعا والثلاثة الاخيرة نادرة جدا. وقد حددت اسعارها بالعملة الهندية وعرضتها للبيع في معظم دوائر البريد المحلية في 17 ايلول سنة 1917 كما خصص قسم منها لاستعمال الدوائر الحكومية وبعد هذه المجموعة صدرت في 1 ايلول 1918 مجموعة العراق تحت الاحتلال البريطانيةIraq in British Occupation وهي مؤلفة من 17 طابعا بريديا اعتياديا و 22 طابعا بريديا رسميا وظلت تستعمل حتى عام 1921 بعد ان احتلت الجيوش الهندية البريطانية المشتركة مدينة الموصل باصدار مجموعة عرفت بـ(مجموعة الموصل) وهي بالاصل طوابع مالية عثمانية وشحت بالاحرف (I.E.F.D) وتعني قوات الاحتلال الهندية التابعة للقوات البريطانية- الفرقة الرابعة وعددها 6 طوابع يضاف اليها طابعان مغلوطان فتصبح المجموعة 8 طوابع وبعد هذه الفترة التي كانت فيها امور البريد تسير من قبل الاحتلال استطاع العراق ان يحصل على شيء من الاستقلال النسبي فتمكن في مايس من عام 1933 باصدار اول مجموعة طوابع بريدية (مناظر العراق) طبعت في لندن وهي تحمل صورا لحضارة العراق القديمة صدرت فئاتها بالعملة الهندية آنذاك (الآنة والروبية) وكانت مؤلفة من 13 طابعا بريديا اعتياديا و 12 طابعا رسميا من نفس الاشكال وهي خاصة بالبريد الحكومي فقد كتب عليها باللغة الانكليزية (On/States/Service ) وفي سنة 1924 اعيد اصدار نفس المجموعة الرسمية والمذكورة مضافا اليها كلمة (رسمي) باللغة العربية ثم صدر في عام 1927 طابع بريدي واحد (بريد عادي رسمي) فئة روبية واحدة للملك فيصل الاول بملابسه العربية واستمر الوضع كذلك حتى تم تنظيم الامور البريدية في العراق بصدور اول قانون للبريد في 26/1/1930 برقم 30/6 الذي بموجبه الغيت انظمة البريد السابقة التي كانت السلطة المحتلة تمارسها فقد نصت المادة 15 من هذا القانون على وجوب اصدار انظمة يتعين بموجبها اشكال الطوابع والوانها وابعادها وصورها ورموزها وقيمة كل منها كما نص على وجوب اصدار بيان في الجريدة الرسمية من قبل المدير العام للبرق والبريد يعلن فيه تاريخ وضع الطوابع الصادرة قيد الاستعمال.
